خاشقجي والقدس وحصار بن سلمان.. أحداث هزت العالم في 2018
كثيرة هي القضايا التي حدثت وأثرت على العالم في عام 2018، غلب لون الدم والصراعات السياسية والعسكرية على غالبية هذا العام، فكانت قضية تهويد القدس واغتيال خاشقجي وحصار بن سلمان وتظاهرات فرنسا، وانهيار الحكومة الأردنية، وتراجع المعارضة السورية، أبرز ما جاء في هذا العام.
السطور التالية ترصد أهم ما جاء في العام 2018 من أحداث غيرت التاريخ وارتبكت بسببها البلدان العربية:
ففي منتصف العام العام، تحديدا في 14 مايو، نقلت الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس المحتلة، في خطوة أسعدت الإسرائيليين وأثارت غضب الفلسطينيين.
تهويد القدس
وجاء قرار نقل السفارة في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ديسمبر الماضي الخروج على ما سارت عليه السياسة الأمريكية لعشرات السنين باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ورحب وقتها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقرار ترامب وقال إنه يعكس "أن الشعب اليهودي كانت له عاصمة منذ 3000 سنة وأن اسمها القدس".
غير أن هذه الخطوة أثارت استياء العالم العربي والحلفاء الغربيين، لكن لم يتحرك أحد سوى الشعب الفلسطيني وحده، عبر احتجاجات لا تزال مستمرة حتى الآن، سمين "بمسيرات العودة".
وتعد مسيرات العودة واحدة من الاحتجاجات التي نجحت فيها المقاومة والشارع الغزي في إرباك الاحتلال، رغم أنها خلفت آلاف الشهداء من الفلسطينيين.
أيضا تأتي فاجعة الإضرابات الشعبية التي ضربت المملكة الأردنية الهاشمية واحدة من أهم أحداث عام 2018، فاستطاعت تلك الاحتجاجات إرباك الملك، وإقالة حكومة هاني الملقى.
بعد أحداث الأردن، كان عام 2018 على موعد مع أزمة إنسانية، وهي اغتيال الإعلامي والكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بالعاصمة التركية اسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي.
ومنذ اغتيال خاشقجي استطاعت تركيا تحريك القضية وجعلها قضية رأي عام، حاصرت من خلالها آل سعود ووضعتهم في أزمة ربما تطيح بقادتهم. بحسب تقارير إعلامية.
اغتيال جمال خاشقجي
اغتيال جمال منذ أن وقع في الثاني من أكتوبر الماضي، بات محط أنظار الجميع، بعد أن استطاع الأتراك تدويل القضية وجعلها قضية رأي عام دولي.
أبرز من لعبوا في تلك القضية هم الغرب، بحسب تقارير إعلامية، خصوصا أوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية، واتهام الأخيرة ورئيسها دونالد ترامب بحماية "بن سلمان".
من هو جمال خاشقجي؟
ولد خاشقجي بالمدينة المنورة عام 1958، بدأ مسيرته الصحافية في صحيفة جازيت، حيث عمل مراسلاً لها، وفي الفترة بين 1987 إلى 1990 عمل مراسلاً لعدة صحف يومية وأسبوعية، ليقدم من خلالها أفضل تغطية لأحداث أفغانستان والجزائر والكويت والسودان والشرق الأوسط.
نتيجة لنجاحاته في تغطية هذه الأحداث تم تعيينه لمنصب نائب رئيس تحرير صحيفة "أراب نيوز" في عام 1999، واستمر في منصبه هذا حتى عام 2003.
وفي عام 2004 تم تعيينه رئيس تحرير صحيفة الوطن اليومية، ولكن تعيينه في هذا المنصب لم يدم طويلاً، إذ أقيل من هذا المنصب بعد 52 يوماً فقط من بدء تعيينه. ومنذ هذا الوقت عمل مستشاراً إعلامياً للأمير تركي الفيصل.
وتم تعيين خاشقجي عام 2007 رئيس تحرير لجريدة الوطن، وكان هذا القرار هو القرار الثاني لتعيينه في هذا المنصب، ثم أرغم على الاستقالة في عام 2010 دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء ذلك، حيث تضاربت الأسباب وقتها ورجح كثيرون أنه استقال بسبب ما نشر في الجريدة من الكاتب إبراهيم الألمعي عن معارضته لفكرة السلفية.
عين في عام 2010 مديراً عاماً لقناة العرب الإخبارية، التي يمتلكها الأمير الوليد بن طلال، والتي بدأت البث في عام 2015، ولم يستمر إطلاقها إلا يوماً واحداً، كما عمل أيضاً معلقاً سياسياً للقناة السعودية المحلية ومحطتي "MBC" و"BBC" وأيضاً قناة الجزيرة.
استطاع الصحفي والإعلامي جمال خاشقجي أن ينجح ويلتقي بأسامة بن لادن؛ حيث أجرى العديد من المقابلات واللقاءات الخاصة معه في عدة مناسبات، وذلك قبل أحداث سبتمبر 2001.
عرف خاشقجي بكونه صاحب علاقات متوازنة مع المعارضين الإسلاميين والليبراليين على حد سواء في السعودية وخارجها، وله حضور قوي في قضايا إقليمية مهمة مثل سوريا ومصر واليمن، والملف الإيراني.
أردوغان
قضية خاشقجي ظلت طيلة 58 يوما، هي الأبرز والأهم على الساحة الدولية، اتهامات تركية وروايات سعودية واستنتاجات وتحقيقات دولية، آخرها ما جاء مؤخرا على لسان وكالة الاستخبارات الأمريكية سي آي أي والذي اعتقدت أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، هو من أمر بقتل الصحفي، جمال خاشقجي، الذي اختفى في قنصلية بلاده في اسطنبول، حسب تقارير نشرتها وسائل إعلام أمريكية.
اغتيال جمال لا يزال لغزا حير العالم، لكن وبحسب تقارير إعلامية فإن المسؤول عن قتله هو محمد بن سلمان ولي العهد السعودي والذي تحاصره الاتهامات.
من اغتال جمال؟
بن سلمان وبعد قرابة الشهرين بات هو المتهم الأكبر في تلك الجريمة، لكن في الأيام الأخيرة حرص بن سلمان على زيارة بعض الدول العربية، فكانت الإمارات أول مقاصده، ثم البحرين فمصر وتونس وموريتانيا والجزائر.
تلك الزيارات منها من رحبت به، وغالبيتها رفضته، وعلى رأسها تونس والجزائر،
فالرفض الأول جاء من تونس، ليضع معه صناع قرار تلك الدول أمام مأزق ربما يزعج ولي العهد، الذي لطالما يبحث عن فك للعزلة الدولية التي وقع بها منذ اغتيال الإعلامي السعودي جمال خاشقجي قبل شهرين. وكذلك موريتانيا التي لاقت الرجل بذات الرفض.
ومن تونس إلى الجزائر، فالأمر لم يختلف كثيرا، حيث أكد عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم أكبر حزب إسلامي في الجزائر، في تصريحات صحفية أن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى بلاده لا تخدم صورتها عربياً ودولياً، وتهدف فقط لستر نفسه.
وفي الأيام الأخيرة رفض عام 2018 المرور دون أن يضع بصمته في أوروبا، فكانت فرنسا على موعد مع أكبر احتجاجات شهدتها باريس منذ سنوات.
وهزت فرنسا أعمال عنف وقعت نهاية الأسبوع قبل الماضي وشهدت إحراق مئات السيارات وتخريب قوس النصر وزجت بحكومة ماكرون في أسوأ أزمة تواجهها حتى الآن.
وتدخل الاحتجاجات في فرنسا أسبوعها الرابع إثر اندلاعها على خلفية فرض ضرائب جديدة على أسعار الوقود ما دفع الحكومة الفرنسية لتجميد القرارات التقشفية والتراجع عنها، ودعوة المحتجين لحوار مجتمعي وهو ما لم يستجب له المتظاهرون المعروفون بحركة السترات الصفراء"؛ واعتبر محللون الاحتجاجات هي الأعنف في تاريخ فرنسا منذ الثورة الطلابية عام 1968.